[ ص: 275 ] ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس [41]
في معناه قولان: أحدهما ظهر الجدب في البر أي في البوادي وقراها، وفي البحر أي في مدن البحر مثل واسأل القرية أي ظهر قلة الغيث وغلاء السعر بما كسبت أيدي الناس من المعاصي لنذيقهم عقاب بعض الذين عملوا ثم حذف. والقول الآخر أن معنى "ظهر الفساد" ظهرت المعاصي من قطع السبيل والظلم فهذا هو الفساد على الحقيقة. والأول مجاز إلا أنه على الجواب الثاني يكون في الكلام حذف واختصار دل عليه ما بعده، ويكون المعنى ظهرت المعاصي في البر والبحر فحبس الله عنهم الغيث وأغلى سعرهم ليذيقهم عقاب بعض ما عملوا (لعلهم يرجعون) وروى عن داود بن أبي هند عن عكرمة "لعلهم يرجعون" لعلهم يتوبون. ابن عباس
فأما قوله جل وعز: وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس [39]
فقد ذكرنا قول العلماء فيه أنه أن يهدي الرجل إلى الرجل الهدية يريد عليها المكافأة ولا يريد الثواب فذلك مباح إلا أنه لا يثاب عليه لأنه لم يقصد به ثواب الله جل وعز غير أن قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك خاصة بقوله جل وعز: الضحاك ولا تمنن تستكثر وقد قيل: معنى وما آتيتم من ربا هو الربا الذي لا يحل، وقال قائل: هذا القول معنى فلا يربو عند الله فلا يحكم به لآخذه لأنه ليس له وإنما هو للمأخوذ منه، وتثنية الربا ربوان، كذا قول ، ولا يجوز عند أصحابه غيره. وسمعت سيبويه يقول وذكر قول الكوفيين لا يكفيهم في قولهم ربيان أن [ ص: 276 ] يخطئوا في الخط فيكتبوا الربا بالياء حتى يخطئوا في التثنية واستعظم هذا، وقد قال الله جل وعز أبا إسحاق ليربو في أموال الناس فهذا أبين أنه من ذوات الواو، وأن القول كما قال . أبو إسحاق