وذا النون إذ ذهب مغاضبا [87]
قال قد ذكرنا عن أبو جعفر: أنه قال: مغاضبا لربه جل وعز. وربما أنكر هذا من لا يعرف اللغة، وهذا قول صحيح والمعنى مغاضبا من أجل ربه، كما تقول: غضبت لك أي من أجلك، والمؤمن يغضب لله جل وعز إذا عصي، وأكثر أهل اللغة يذهب إلى أن سعيد بن جبير رضي الله عنها: "اشترطي لهم الولاء" لعائشة من هذا. وقال قول النبي صلى الله عليه وسلم "إذ ذهب مغاضبا" أي لقومه فيكون معنى هذا أنه غاضبهم لعصيانهم، وقال الضحاك: إنما غاضب بعض الملوك. وقرأ الأخفش: (فظن أن لن يقدر عليه) وقرأ الحسن يعقوب القارئ (فظن أن لن يقدر عليه).
"وزكرياء" [89] بمعنى واذكر.
وقد ذكرنا أن معنى وأصلحنا له زوجه [90] أنها كانت سيئة الخلق، وقال إنها كانت لا تلد. قال سعيد بن جبير: أبو إسحاق: ويدعوننا رغبا على أنه مصدر ورغبا بخلا، ورغبا مثل بخلا.