"إن " بمعنى "ما " ، وهذا يروى عن كذا ، وإن مثله : الحسن فإن كنت في شك مما أنـزلنا إليك وكذا : قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين وقد قيل في هاتين الآيتين غير ما قال ، وذلك في مواضعهما . وقرأ : ( مجاهد وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) بفتح اللام ورفع الفعل ، وبه قرأ ، وكان الكسائي -فيما حكي عنه - يختار فيه قول محمد بن يزيد ، قال : هذا لكفرهم ، مثل قوله -جل وعز - : قتادة تكاد السماوات يتفطرن منه قال : وكان أبو جعفر يذهب إلى أن [ ص: 373 ] هذا جاء على كلام العرب ؛ لأنهم يقولون : لو أنك بلغت كذا ما وصلت إلى شيء ، وإن كان لا تبلغه . وكذا في "إن" ، وأنشد أبو إسحاق : سيبويه
لئن كنت في جب ثمانين قامة ورقيت أسباب السماء بسلم
، وروي عن عمر وعلي وعبد الله -رضي الله عنهم - أنهم قرؤوا : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) بالدال ورفع الفعل . والمعنى في هذا بين ، وإنما هو تفسير وليس بقراءة .