أي بعيبهن إياها واحتيالهن في ذمها ( أرسلت إليهن ) في الكلام حذف أي أرسلت إليهن تدعوهن إلى وليمة لتوقعهن فيما وقعت فيه ( وأعتدت ) من [ ص: 326 ] العتاد ، وهو كل شيء جعلته عدة لشيء ( متكأ ) أصح ما قيل فيه ما رواه علي بن أبي طلحة عن قال مجلسا وأما قول الجماعة من أهل التفسير إنه الطعام فيجوز على تقدير طعام متكأ مثل واسأل القرية ودل على هذا الحذف ( ابن عباس وآتت كل واحدة منهن سكينا ) لأن حضور النساء ومعهن السكاكين إنما هو الطعام يقطع بالسكاكين والأصل في متكأ موتكأ ومثله متزن ومتعد من وزنت ووعدت ووكأت ويقال تكيء يتكأ تكأة ( وآتت كل واحدة منهن سكينا ) مفعولان وحكى الكسائي : أن السكين يذكر ويؤنث وأنشد والفراء : الفراء
فعيث في السنام غداة قر بسكين موثقة النصاب
لا يعرف في السكين إلا التذكير ( والأصمعي وقالت اخرج عليهن ) بضم التاء لالتقاء الساكنين لأن الكسرة تثقل إذا كانت بعدها ضمة وكسر التاء على الأصل ( وقلن حاش لله ) أي معاذ الله وروى عن الأصمعي أنه قرأ كما قرأ نافع ( وقلن حاشا لله ) بإثبات الألف ، وهو الأصل ومن حذفها جعل اللام التي بعدها عوضا منها وفيها لغات أربع حاشاك وحاشا لك وحاش لك وحشا لك ويقال حشا زيد وحاشا زيدا ، قال أبو عمرو بن العلاء : وسمعت أبو جعفر علي بن سليمان يقول سمعت يقول النصب أولى لأنه قد صح أنها فعل بقولهم حاش لزيد والحرف لا يحذف منه وقد قال محمد بن يزيد : النابغة
[ ص: 327 ]
وما أحاشي من الأقوام من أحد
( ما هذا بشرا ) شبهت ( ما ) بليس عند الخليل إذا كان الكلام مرتبا قال وسيبويه ورب حرف هكذا أي يشبهه بغيره في بعض المواضع ثم ذكر سيبويه تالله ولدن غدوة ثم قال الكوفيون : لما حذفت الباء نصبت وشرح هذا على ما قاله سيبويه أحمد بن يحيى أنك إذا قلت ما زيد بمنطلق فموضع الباء موضع نصب وهكذا سائر حروف الخفض قال فلما حذفت الباء نصبت لتدل على محلها ، قال : وهذا قول وما تعمل ما شيئا فألزمهم البصريون أن يقولوا زيد القمر لأن المعنى كالقمر فرد هذا الفراء أحمد بن يحيى بأن قال الباء أدخل في حروف الخفض من الكاف لأن الكاف تكون اسما ، قال : لا يصح إلا قول البصريين وهذا القول يتناقض لأن أبو جعفر أجاز نصا ما بمنطلق زيد وأنشد : الفراء
أما والله أن لو كنت حرا وما بالحر أنت ولا العتيق
ومنع نصا النصب ولا نعلم بين النحويين اختلافا أنه جائز ما فيك براغب زيد . [ ص: 328 ] وما إليك بقاصد عمرو ثم يحذفون الباء ويرفعون وحكى البصريون والكوفيون ما زيد منطلق بالرفع وحكى البصريون أنها لغة بني تميم وأنشدوا :
أتيما تجعلون إلي ندا وما تيم لذي حسب نديد
وحكى أنها لغة الكسائي تهامة ونجد وزعم أن الرفع أقوى الوجهين ، قال الفراء : هذا غلط كتاب الله جل وعز ولغة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أقوى وأولى ( أبو إسحاق إن هذا إلا ملك كريم ) لفضل الملائكة على البشر .