قد ذكرنا فيه اختلافا والأشبه بالمعنى والله أعلم أن يكون رجلا عاقلا حكيما شاوره الملك فجاء بهذه الدلالة ولو كان طفلا لكان شهادته ليوسف - صلى الله عليه وسلم - يغني أن يأتي بدليل من العادة لأن كلام الطفل آية معجزة فكانت أوضح من الاستدلال بالعادة وليس هذا بمخالف للحديث تكلم أربعة وهم صغار منهم صاحب يوسف يكون بمعنى صغير وليس بشيخ وفي هذا دليل آخر بين ، وهو أن رحمه الله هو الذي روى الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد تواترت الرواية عنه أن صاحب ابن عباس يوسف ليس بصبي ( إن كان قميصه ) في موضع جزم بالشرط وفيه من النحو ما يشكل يقال حروف الشرط ترد الماضي إلى المستقبل وليس هذا في كان فقال القول مضمر ، وقال المازني هذا لقوة كان فإنه يعبر بها عن جميع الأفعال ، وقال محمد بن يزيد : المعنى إن يكن أي إن يعلم [ ص: 325 ] فالعلم لم يقع وكذلك الكون لأنه يؤدي عن العلم قد من قبل فخبر عن كان بالفعل الماضي كما قال أبو إسحاق زهير :
وكان طوى كشحا على مستكنة فلا هو أبداها ولم يتقدم
وقرأ يحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت ) بضم القاف والباء واللام وكذا دبر ، قال : يجعله غاية أي من قبله ومن دبره ، قال : ويجوز من قبل ومن دبر بفتح اللام والراء ويشبهه بما لا ينصرف لأنه معرفة ومزال عن بابه . أبو إسحاق