وهي امرأة الملك ( وغلقت الأبواب ) غلق للتكثير ولا يقال غلق الباب وأغلق يقع للكثير والقليل كما قال في الفرزدق رحمه الله : أبي عمرو بن العلاء
ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
[ ص: 322 ] ( وقالت هيت لك ) فيها سبع قراءات فمن أجل ما قيل فيها وأصحه إسنادا ما رواه الأعمش بن أبي وائل قال سمعت رحمه الله يقرأ ( عبد الله بن مسعود وقالت هيت لك ) قال فقلت إن قوما يقرؤونها ( هيت لك ) قال إنما أقرأ كما علمت ، قال : وبعضهم يقول عن أبو جعفر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يبعد ذلك لأن قوله إنما أقرأ كما علمت يدل على أنه مرفوع وهذه القراءة بفتح الهاء والتاء هي الصحيحة من قراءة عبد الله بن مسعود ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد وبها قرأ وعكرمة أبو عمرو وعاصم والأعمش وحمزة ، وقرأ والكسائي ابن أبي إسحاق النحوي ( وقالت هيت لك ) بفتح الهاء وكسر التاء ، وقرأ أبو عبد الرحمن ( وقالت هيت لك ) بفتح الهاء وضم التاء فهذه ثلاث قراءات الهاء فيهن مفتوحة ، وقرأ وابن كثير أبو جعفر وشيبة ( وقالت هيت لك ) بكسر الهاء وفتح التاء ، وقرأ ونافع ( وقالت هيت لك ) بكسر الهاء وبعدها ياء ساكنة والتاء مضمومة ، وروي عن يحيى بن وثاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب وابن عباس ومجاهد ( وقالت هئت لك ) بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة والتاء مضمومة وعن وعكرمة وأهل ابن عامر الشام ( وقالت هئت لك ) بكسر الهاء وبالهمزة وفتح التاء ، قال : هيت لك بفتح التاء لالتقاء الساكنين لأنه صوت يجب أن لا يعرب والفتح خفيف فهذا كقولك كيف وأين ومن كسر التاء فإنما كسرها لأن الأصل الكسر ومن ضم فلالتقاء الساكنين أيضا وشبهه بقولهم جوت في زجر الجمل يقال بالضم والفتح والكسر وجاه بمعناه إلا أنه لا يقال إلا مكسورا وكذا عاج زجر الأنثى وقراءة أهل أبو جعفر المدينة فيها قولان أحدهما [ ص: 323 ] أن يكون الفتح لالتقاء الساكنين كما مر والآخر أن يكون من هاء يهيء مثل جاء يجيء فيكون المعنى في ( هيت ) أي حسنت هيئتك وخفف الهمزة ويكون لك من كلام آخر كما تقول لك أعني وأما لك في هيت لك فهي تبين كما يقال سقيا لك ، وقال هيت أي هلم أي إلى ما دعوتك له وهيت لك بغير همز وبالهمز من هاء يهيء ( قال معاذ الله ) مصدر يقال عاذ عكرمة ومعاذة وعياذا ( معاذا إنه ربي ) في موضع نصب على البدل من الهاء وقد يكون رفعا على الخبر ( إنه لا يفلح الظالمون ) الهاء كناية عن الحديث والجملة خبر .