[ ص: 319 ] وجاءت سيارة [19]
فأنث على اللفظ ( فأرسلوا واردهم ) فذكر على المعنى ولو كان فأرسلت واردها لكان على اللفظ ( فأدلى دلوه ) من ذوات الواو إلا أنه رجع إلى الياء لما جاوز ثلاثة أحرف إتباعا للمستقبل هذا قول الخليل ، وقال الكوفيون : لما ثقل رد إلى الياء لأنها أخف من الواو وجمع دلو في أقل العدد أدل فإذا كثرت قلت دلي ودلي فقلبت الواو ياء لأن الجمع بابه التغيير وليفرق بين الواحد والجميع ودلاء قلبت الواو ألفا ثم أبدلت منها همزة لئلا يجتمع ساكنان ( قال يا بشراي هذا غلام ) هذه قراءة أهل وسيبويه المدينة وأهل البصرة إلا أن ابن أبي إسحاق قرأ ( يا بشري هذا غلام ) فقلبت الألف ياء لأن هذا الياء يكسر ما قبلها فلما لم يجز كسر الألف كان قلبها عوضا ، وقرأ أهل الكوفة ( يا بشرى هذا غلام ) في معناه قولان أحدهما أنه اسم الغلام والآخر أن المعنى يا أيتها البشرى قال لما أدلي الدلو تشبث به قتادة يوسف - صلى الله عليه وسلم - فلما أخرجه بشرهم فقال يا بشرى هذا غلام ، قال : وهذا القول أولى لأنه لم يأت في القرآن تسمية أحد إلا يسيرا وإنما يأتي بالكناية كما قال جل وعز أبو جعفر ويوم يعض الظالم على يديه وهو عقبة بن أبي معيط وبعده يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا وهو أمية بن خلف فجاء على الكناية ( وأسروه ) الهاء كناية عن يوسف فأما الواو فكناية عن إخوته ، وقيل : عن التجار الذين اشتروه ( بضاعة ) نصب على الحال ، قال : المعنى واشتروه جاعليه بضاعة ، وقال غيره : بضاعة بمعنى مبضوعا . أبو إسحاق