هو الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم أبو الحسن الهاشمي أمير المؤمنين وأحد السابقين الأولين فضائله أكثر من أن تحصى ومناقبه أعظم من أن تستقصى ، روينا عن أنه قال : ما رأيت ابن أنثى أقرأ لكتاب الله تعالى من أبي عبد الرحمن السلمي ، وقال أيضا : ما رأيت أقرأ من علي . عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو من الذين حفظوه أجمع بلا شك عندنا . وقد أبعد علي في قوله : إنه لم يحفظه ، قال الشعبي قلت يحيى بن آدم يقولون إن لأبي بكر بن عياش رضي الله عنه لم يقرأ القرآن فقال : أبطل من قال هذا ، عرض عليه عليا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو الأسود الدؤلي . وأجمع المسلمون على أنه قتل شهيدا يوم قتل وما على وجه الأرض أفضل منه ، ضربه وعبد الرحمن بن أبي ليلى عبد الرحمن بن ملجم صبيحة سابع عشر شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة بالكوفة وهو ابن ثمان وخمسين سنة فبما قاله ابنه الحسين رضي الله عنه فعلى هذا يكون أسلم وهو ابن ثمان سنين . وقال محمد بن الحنفية : قتل أبي وله ثلاث وستون سنة وكذا قال الشعبي وجماعة ، وقيل ابن سبع وخمسين سنة رضي الله عنه ورحمه رحمة واسعة ورحمنا معه بفضله وكرمه آمين . وابن عياش
ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (546 - 547) تقدم .
85- الشيخ صبرة الغرياني :
هو علي بن أحمد صبرة الغرياني مصري عالم أزهري شافعي المذهب اشتغل بتدريس التجويد وغيره من العلوم العربية والشرعية في القسم الأول [ ص: 676 ] -الإعدادي حاليا - بالأزهر الشريف سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف من هجرة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم . ومن تصانيفه كتاب : " العقد الفريد في فن التجويد " المعروف بالعقد الفريد الكبير وله تلخيص عليه وكلاهما مطبوع . وقد فرغ من تأليف العقد الفريد صباح الجمعة المبارك الثاني عشر من ربيع الأول من السنة المذكورة رحمه الله تعالى .
أفدناه من كتابه العقد الفريد وقد ذكرناه في المراجع ا هـ .
86- الكسائي الكبير الإمام أحد الأئمة السبعة :
هو مولاهم وهو من أولاد علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي الفرس من سواد العراق كذا قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني أبو الحسن الكسائي الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات .
أخذ القراءة عرضا عن أربع مرات وعليه اعتماده وعن حمزة محمد بن أبي ليلى . وروى وعيسى بن عمر الهمذاني الحروف عن أبي بكر بن عياش وإسماعيل ابني ويعقوب جعفر عن ولا يصح قراءته على نافع كما ذكره نافع بل ولا رآه وعن الهذلي المفضل بن محمد الضبي وعن زائدة بن قدامة عن وعن آخرين . ورحل إلى الأعمش البصرة فأخذ اللغة عن . أخذ عنه القراءة عرضا وسماعا خلق كثير منهم المكثرون والمقلون . الخليل
فمن المكثرين : إبراهيم بن زاذان وإبراهيم بن الحريش وأحمد بن جبير وأحمد بن أبي سريج وحفص بن عمر الدوري وعبد الرحمن بن واقد وعبد الله بن أحمد بن ذكوان راوي ابن عامر ، وعيسى بن سليمان والفضل بن إبراهيم وأبو عبيد القاسم بن سلام والليث بن خالد . ويحيى بن آدم ويحيى بن زياد الخوارزمي وخلق غير هؤلاء المكثرين .
ومن المقلين : إسحاق بن إسرائيل وحاجب بن الوليد ، وحجاج بن يوسف بن قتيبة ، - الإمام - وخلف بن هشام البزار وزكريا بن يحيى الأنماطي ، وأبو حيوة شريح بن يزيد ، ومحمد بن يزيد الرفاعي ، ، ويحيى بن زياد الفراء ، ويعقوب الدورقي ويعقوب الحضرمي - الإمام - روى عنه الحروف وغيرهم . . . وروى عنه من الأئمة غير من تقدم الإمام أحمد بن حنبل وقال : ويحيى بن معين
[ ص: 677 ] ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من وقال الكسائي رحمه الله : من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الشافعي . وقال الكسائي الفضل بن شاذان : لما عرض على الكسائي خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا الحضر وقد علم اللغة . حمزة
وقال : اجتمعت في أبو بكر الأنباري أمور كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب وكان أوحد الناس في القرآن، فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادي . الكسائي
ويقول ابن الدورقي : اجتمع الكسائي عند واليزيدي الرشيد فحضرت صلاة فقدموا يصلي فارتج عليه قراءة : الكسائي قل يا أيها الكافرون فقال قراءة : اليزيدي قل يا أيها الكافرون ترتج على قارئ الكوفة قال فحضرت صلاة فقدموا فارتج في الحمد فلما سلم قال : اليزيدي
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
واختلف في تسميته بالكسائي، فروي أنه سئل عن ذلك فقال : لأني أحرمت في كساء وقيل لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في حلقة فيقول : اعرضوا علي صاحب الكساء . حمزةوقد ألف من الكتب : كتاب معاني القرآن ، كتاب القراءات ، كتاب العدد ، كتاب النوادر الكبير والأوسط والصغير وكتابا في النحو ، كتاب الهجاء ، كتاب مقطوع القرآن وموصوله وغيرها .
واختلف في تاريخ موته فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة تسع وثمانين ومائة صحبه بقرية رنبويه من عمل هارون الرشيد الري متوجهين إلى خراسان ومات معه بالمكان المذكور محمد بن الحسن القاضي صاحب فقال أبي حنيفة الرشيد : دفنا الفقه والنحو بالري ، وقيل سنة إحدى وثمانين وقيل سنة اثنتين وثمانين وقيل سنة ثلاث وثمانين وقيل سنة خمس وثمانين وقيل سنة ثلاث وتسعين .
قال الحافظ : بلغني أن أبو العلاء الهمذاني عاش سبعين سنة ورثاه [ ص: 678 ] الكسائي مع أبو محمد اليزيدي محمد بن الحسن فقال :
تصرمت الدنيا فليس خلود وما قد نرى من بهجة ستبيد
لكل امرئ كأس من الموت مترع وما إن لنا إلا عليه ورود
ألم تر شيبا كاملا يندر البلى وأن الشباب الغض ليس يعود
سنفنى كما أفنى القرون التي خلت فكن مستعدا فالفناء عتيد
أسيت على قاضي القضاة محمد وفاضت عيوني والعيون جمود
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا بإيضاحه يوما وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده وكادت بي الأرض الفضاء تميد
وأذهلني عن كل عيش ولذة وأرق عيني والعيون هجود
هما عالما أوديا وتخرما فما لهما في العالمين نريد
فحزني متى يخطر على القلب خطرة بذكرهما حتى الممات جديد
ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (535 - 540) تقدم .
87- العلامة المنصوري شيخ شيوخنا :
هو علي بن سليمان بن عبد الله المنصوري شيخ القراءات بالآستانة وهو مصري الأصل مات في أسكدار له كتب منها : " تحرير الطرق والروايات في القراءات " .
وتوفي سنة أربع وثلاثين ومائة بعد الألف من الهجرة النبوية انتهى ملخصا من الأعلام للزركلي الجزء الخامس ص (104) تقدم .
هذا ما جاء في كتاب الأعلام في جزئه الخامس كما ذكرنا . وجاء في كتاب عمدة الخلان شرح زبدة العرفان عن هذا العلم ما نصه : " الإمام النحرير والأستاذ الكبير منبع الفيض المعنوي والصوري الشيخ علي المنصوري رحل - أي من مصر - في حدود سنة 1088 هـ ثمان وثمانين بعد الألف إلى دار الخلافة العلية حميت عن الآفات والبلية فتحفل لنشر علم القراءة على طريق مصر للطالبين فلازم مجلسه جم غفير من الآخذين الراغبين فأقرأهم بكمال الإتقان والتوضيح ... إلى أن قال وتوفي الشيخ علي المنصوري في اليوم الثالث من المحرم سنة 1134 هـ أربع وثلاثين ومائة وألف . انظر عمدة الخلان شرح زبدة العرفان في القراءات [ ص: 679 ] العشر ص (6) تقدم ذكره قلت : وهذا العلم من رجال إسنادنا في جميع إجازاتنا للقراءات سبعية كانت أو عشرية وقد نقلنا من كلامه الكثير في كتيبنا هذا رحمه الله تعالى رحمة واسعة آمين .
88- أبو البقاء المعروف بابن القاصح : سنة 716 – 801 هـ - 1315 – 1399 م :
هو علي بن عثمان بن محمد بن أحمد أبو البقاء ويعرف بابن القاصح عالم بالقراءات من أهل بغداد له كتب منها : سراج القارئ المبتدي وتذكار المقري المنتهي ط وهو شرح على الشاطبية - في القراءات السبع وتلخيص الفوائد ط شرح رائية الشاطبي المسماة عقلية أتراب القصائد في رسم المصحف . وقرة العين مخطوط في التجويد ومصطلح الإشارات في القراءات مخطوط ا هـ من الأعلام للزركلي الجزء الخامس ص (127) وكذلك المستدرك للأعلام المذكور الجزء العاشر ص (152) تقدم .
وجاء في غاية النهاية هو علي بن عثمان بن محمد بن أحمد القاصح بالقاف العذري المصري الشافعي ناقل مصدر قرأ العشر وغيرها على أبي بكر الجندي وإسماعيل الكفتي وألف وجمع، قرأ عليه " بياض " توفي سنة " بياض " وثمانمائة ا هـ من غاية النهاية الجزء الأول ص (555) تقدم .
قلت : ولابن القاصح غير ما تقدم مخطوطتان نفيستان إحداهما في الإمالة والأخرى في وقف حمزة وهشام على الهمز رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورحمنا معه بمنه وكرمه آمين .
89- العلامة الشيخ الميهي الكبير .
العلامة الشيخ الميهي الكبير : سنة - 1204 هـ - . . . - 1790م :
هو علي بن عمر بن أحمد العوفي الميهي قارئ متصوف شافعي كان ضريرا ولد في " الميه " من قرى منوف بمصر وإليها نسبته وتعلم في الأزهر واشتهر في " طندتا " المسماة اليوم " طنطا " وتوفي بها، له " الرقائق المنظمة على الدقائق المحكمة مخطوط ا هـ من الأعلام للزركلي الجزء الخامس ص (132) تقدم .
قلت : وهذا العالم الجليل من شيوخنا في الإسناد في بعض إجازاتي للقراءات كما هو مثبت في مقدمة كتابنا هذا وهو من رجال مشيخة طنطا ووالد [ ص: 680 ] العلامة الشيخ مصطفى الميهي الأحمدي المعروف بالميهي الصغير وقد ترجمنا له في هذا الكتاب . رحم الله الجميع وأوردهم موارد عفوه آمين .