في بيان أقوال أهل الأداء في التكبير بالنسبة لرواية حفص عن من طريق الطيبة وبيان ابتدائه وانتهائه وأقوال العلماء في ذلك عاصم
اختلف أهل الأداء في لحفص عن من طريق طيبة النشر عاصم فالجمهور منهم على تركه له . وذهب جماعة منهم إلى الأخذ به ولهم فيه ثلاثة مذاهب : التكبير
الأول : التكبير من أول سورة " ألم نشرح " وما بعدها إلى أول سورة الناس، وذكر هذا المذهب أبو العلاء في غايته .
الثاني : التكبير من آخر سورة الضحى وما بعدها إلى آخر سورة الناس وقد ذكر هذا المذهب في كامله الهذلي وأبو الكرم الشهرزوري في مصباحه والتكبير في هذين المذهبين هو المعروف بالتكبير الخاص أي الخاص بسور الختم .
الثالث : التكبير من أول كل سورة من سور التنزيل أي من أول الفاتحة إلى آخر القرآن الكريم سوى أول سورة براءة . وهذا المذهب ذكره في الكامل الهذلي وأبو العلاء في الغاية وهو المعروف بالتكبير العام أي العام لجميع سور القرآن الكريم، وأما سورة براءة فلا تكبير في أولها . ووجهه أن التكبير حيث كان لا بد من اقترانه بالبسملة مقدما عليها . وقد تقدم أن البسملة غير موجودة في أولها بالاتفاق
[ ص: 589 ] ولعدم وجودها امتنع التكبير في أولها بالإجماع .
وقد أشار العلامة الضباع إلى هذه المذاهب الثلاثة في الفوائد المهذبة بقوله رحمه الله :
من أول انشراحها أو من فحد دث خلف تكبير لحفص قد ورد وبعضهم كبر في غير برا
ءة وتركه لجمهور جرى
ويتحصل مما ذكر أن لحفص وجهين التكبير سواء أكان خاصا أم عاما وتركه .
أما وجه ترك التكبير فمن طريق الشاطبية وجها واحدا . وأحد الوجهين له من طريق طيبة النشر . وأما وجه التكبير بمذاهبه الثلاثة المذكورة آنفا فمن طريق الطيبة في وجهها الثاني . والوجهان - أي التكبير وعدمه صحيحان مأخوذ بهما لحفص إلا أن ترك التكبير هو المقدم في الأداء وبهذين الوجهين قرأت له الطيبة وبترك التكبير قرأت له من الشاطبية ، وبالله التوفيق .