في مخارج الحروف
محتويات الباب
1 – التمهيد للدخول إلى الباب
2 – الفصل الأول: في بيان اختلاف علماء القراءة واللغة في عدد مخارج الحروف
3 – الفصل الثاني: في بيان تفصيل المخارج
4 – الفصل الثالث: في ألقاب الحروف
[ ص: 60 ] [ ص: 61 ] التمهيد للدخول إلى الباب
مما لا يخفى أن هذا الباب وكذلك باب الصفات الذي سنذكره بعد من أهم مباحث هذا الفن، بل إن كل مسائله أو جلها منحصرة فيهما، وإذا كان كذلك فيجب إتقان كل منهما قبل البدء في مباحثه، ولذا افتتحنا بهما كتابنا هذا بعد المقدمة، وقد أشار إلى هذا المعنى الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
إذ واجب عليهم محتم قبل الشروع أولا أن يعلموا مخارج الحروف والصفات
ليلفظوا بأفصح اللغات
وفي الاصطلاح: محل خروج الحرف - أي ظهوره - الذي ينقطع عنده صوت النطق به فيتميز به عن غيره كما سيأتي.
والحروف: جمع حرف وهو في اللغة طرف الشيء.
وفي الاصطلاح: صوت معتمد على مقطع "أي مخرج" محقق أو مقدر، فالمخرج المحقق أن يكون معتمدا على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين، والمقدر هو الهواء الذي في داخل الحلق والفم، وهو مخرج حروف المد الثلاثة؛ وذلك لأنها لا تعتمد على شيء من أجزاء الفم، بحيث ينقطع عند ذلك الجزء، ولهذا قبلت الزيادة على مقدار الطبيعي كما ستقف على ذلك قريبا - إن شاء الله تعالى - والمراد بالحروف هنا الحروف الهجائية، أو حروف التهجي التي [ ص: 62 ] هي: أ با تا ثا إلى الياء لا حروف المعاني المذكورة في علم العربية كباء الجر وسين التنفيس وهمزة الاستفهام .... إلخ.
هذا: ويعرف مخرج الحرف بأن يسكن أو يشدد ويدخل عليه همزة الوصل محركة بأي حركة كانت، فحيث ينتهي صوته فثم مخرجه المحقق، وحيث يمكن انقطاع الصوت فثم مخرجه المقدر، وهذا خاص بمخرج حروف المد الثلاثة.
ثم اعلم أن : مخارج الحروف نوعان
الأول: المخارج العامة.
الثاني: المخارج الخاصة.
أما المخارج العامة فهي ما اشتمل الواحد منها على مخرج واحد فأكثر.
وأما المخارج الخاصة فهي ما اشتمل الواحد منها على مخرج واحد فقط، وقد يخرج منه حرف واحد أو حرفان أو ثلاثة ولا أكثر من ذلك.