الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة

الباب الأول في ذكر قراءة هؤلاء القراء في هذا الزمان

الباب الثاني في معنى التجويد

- الباب الثالث في أصول القراءة الدائرة على اختلاف القراءات

الباب الرابع في ذكر معنى اللحن وأقسامه

الباب الخامس في ذكر ألفات الوصل والقطع

الباب السادس في الكلام على الحركات والحروف

الباب السابع في ذكر ألقاب الحروف وعللها

الباب الثامن في مخارج الحروف

الباب التاسع في ذكر أحكام النون الساكنة والتنوين ثم المد والقصر

الباب العاشر في الوقف والابتداء

- باب في معرفة الظاء وتمييزها من الضاد حسبما وقع في القرآن الكريم

- أدعية ختم القرآن الكريم

التمهيد في علم التجويد

ابن الجزري - أبو الخير محمد بن محمد الدمشقي

صفحة

جزء

[الباء]

وأما حكم الباء: فهي تخرج من المخرج الثاني عشر من مخارج الفم، مما بين [ ص: 110 ] الشفتين، مع تلاصقهما، وقد تقدم الكلام على أنها مجهورة شديدة منفتحة مستفلة مقلقلة.

فإذا التقتا من كلمتين، وكانت أولاهما ساكنة كان إدغامها إجماعا نحو قوله: {فاضرب به} [ص: 44].

وإذا سكنت ولقيها ميم أو فاء، نحو قوله تعالى: {يا بني اركب معنا} [هود: 42]، {أو يغلب فسوف} [النساء: 74] جاز فيها الإظهار والإدغام، فالإظهار لاختلاف اللفظين، والإدغام لقرب المخرج.

وإذا التقت الباء المتحركة بمثلها وجب إثبات كل منهما على صيغته مرققا، مخافة أن يقرب اللفظ من الإدغام، نحو قوله {سببا} [الكهف: 84]، و {حبب إليكم} [الحجرات: 7]، {الكتاب بالحق} [البقرة: 176] ونحو ذلك.

[اَلْبَاءُ]

وَأَمَّا حُكْمُ اَلْبَاءِ: فَهِيَ تَخْرُجُ مِنَ اَلْمَخْرَجِ اَلثَّانِي عَشَرَ مِنْ مَخَارِجِ اَلْفَمِ، مِمَّا بَيْنَ [ ص: 110 ] اَلشَّفَتَيْنِ، مَعَ تَلَاصُقِهِمَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ اَلْكَلَامُ عَلَى أَنَّهَا مَجْهُورَةٌ شَدِيدَةٌ مُنْفَتِحَةٌ مُسْتَفِلَةٌ مُقَلْقَلَةٌ.

فَإِذَا اِلْتَقَتَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ، وَكَانَتْ أُولَاهُمَا سَاكِنَةً كَانَ إِدْغَامُهَا إِجْمَاعًا نَحْوُ قَوْلِهِ: {فَاضْرِبْ بِهِ} [ص: 44].

وَإِذَا سَكَنَتْ وَلَقِيَهَا مِيمٌ أَوْ فَاءٌ، نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} [هُودٍ: 42]، {أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ} [اَلنِّسَاءِ: 74] جَازَ فِيهَا اَلْإِظْهَارُ وَالْإِدْغَامُ، فَالْإِظْهَارُ لِاخْتِلَافِ اَللَّفْظَيْنِ، وَالْإِدْغَامُ لِقُرْبِ اَلْمَخْرَجِ.

وَإِذَا اِلْتَقَتِ اَلْبَاءُ اَلْمُتَحَرِّكَةُ بِمِثْلِهَا وَجَبَ إِثْبَاتُ كُلٍّ مِنْهُمَا عَلَى صِيغَتِهِ مُرَقَّقًا، مَخَافَةَ أَنْ يَقْرُبَ اَللَّفْظُ مِنَ اَلْإِدْغَامِ، نَحْوُ قَوْلِهِ {سببًا} [اَلْكَهْفِ: 84]، وَ {حُبِّبَ إِلَيْكُمْ} [اَلْحُجُرَاتِ: 7]، {اَلْكِتَاب بِالْحَقِّ} [اَلْبَقَرَةِ: 176] وَنَحْوِ ذَلِكَ.

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث