[ ص: 181 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون .
فيه ثلاث مسائل :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري الملأ أشراف القوم وقد مضى في سورة ( البقرة ) القول فيه . قال
ابن عباس : كان معها ألف قيل . وقيل : اثنا عشر ألف قيل مع كل قيل مائة ألف . والقيل الملك دون الملك الأعظم . فأخذت في حسن الأدب مع قومها ، ومشاورتهم في أمرها ، وأعلمتهم أن ذلك مطرد عندها في كل أمر يعرض ،
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون فكيف في هذه النازلة الكبرى . فراجعها الملأ بما يقر عينها ، من إعلامهم إياها بالقوة والبأس ، ثم سلموا الأمر إلى نظرها ; وهذه محاورة حسنة من الجميع . قال
قتادة : ذكر لنا أنه كان لها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا هم أهل مشورتها ، كل رجل منهم على عشرة آلاف .
الثانية : في هذه الآية دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=27452صحة المشاورة . وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159وشاورهم في الأمر في ( آل عمران ) إما استعانة بالآراء ، وإما مداراة للأولياء . وقد مدح الله تعالى الفضلاء بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38وأمرهم شورى بينهم . والمشاورة من الأمر القديم وخاصة في الحرب ; فهذه
بلقيس امرأة جاهلية كانت تعبد الشمس :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون لتختبر عزمهم على مقاومة عدوهم ، وحزمهم فيما يقيم أمرهم ، وإمضائهم على الطاعة لها ، بعلمها بأنهم إن لم يبذلوا أنفسهم وأموالهم ودماءهم دونها لم يكن لها طاقة بمقاومة عدوها ، وإن لم يجتمع أمرهم وحزمهم وجدهم كان ذلك عونا لعدوهم عليهم ، وإن لم تختبر ما عندهم ، وتعلم قدر عزمهم لم تكن على بصيرة من أمرهم ، وربما كان في استبدادها برأيها وهن في طاعتها ، ودخيلة في تقدير أمرهم ، وكان في مشاورتهم وأخذ رأيهم عون على ما تريده من قوة شوكتهم ، وشدة مدافعتهم ; ألا ترى إلى قولهم في
[ ص: 182 ] جوابهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33نحن أولو قوة وأولو بأس شديد قال
ابن عباس : كان من قوة أحدهم أنه يركض فرسه حتى إذا احتد ضم فخذيه فحبسه بقوته .
الثالثة : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين سلموا الأمر إلى نظرها مع ما أظهروا لها من القوة والبأس والشدة ; فلما فعلوا ذلك أخبرت عند ذلك بفعل الملوك بالقرى التي يتغلبون عليها . وفي هذا الكلام خوف على قومها ، وحيطة واستعظام لأمر
سليمان عليه السلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وكذلك يفعلون قيل : هو من قول
بلقيس تأكيدا للمعنى الذي أرادته . وقال
ابن عباس : هو من قول الله عز وجل معرفا
لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته بذلك ومخبرا به . وقال
وهب : لما قرأت عليهم الكتاب لم تعرف اسم الله ، فقالت : ما هذا ؟ ! فقال بعض القوم : ما نظن هذا إلا عفريتا عظيما من الجن يقتدر به هذا الملك على ما يريده ; فسكتوه . وقال الآخر : أراهم ثلاثة من العفاريت ; فسكتوه ; فقال شاب قد علم : يا سيدة الملوك ! إن
سليمان ملك قد أعطاه ملك السماء ملكا عظيما فهو لا يتكلم بكلمة إلا بدأ فيها بتسمية إلهه ، و ( الله ) اسم مليك السماء ، و ( الرحمن الرحيم ) نعوته ; فعندها قالت :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=32أفتوني في أمري فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33نحن أولو قوة في القتال
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33وأولو بأس شديد قوة في الحرب واللقاء
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33والأمر إليك ردوا أمرهم إليها لما جربوا على رأيها من البركة
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=33فانظري ماذا تأمرين ف
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة أهانوا شرفاءها لتستقيم لهم الأمور ، فصدق الله قولها .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وكذلك يفعلون قال
ابن الأنباري :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وجعلوا أعزة أهلها أذلة هذا وقف تام ; فقال الله عز وجل تحقيقا لقولها :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وكذلك يفعلون وشبيه به في سورة ( الأعراف )
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=109قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم تم الكلام ، فقال
فرعون :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=110فماذا تأمرون . وقال
ابن شجرة . هو قول
بلقيس ، فالوقف
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وكذلك يفعلون أي وكذلك يفعل
سليمان إذا دخل بلادنا .