والوصف الثاني لمن تنزل عليهم الشياطين هو ما بينه - سبحانه - بقوله: يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ؛ يقال: " ألقى السمع إليه " ؛ أصغى إليه؛ وجعل سمعه كله إليه؛ لا يسمع سواه؛ والضمير في يلقون ؛ يعود إلى كل أفاك أثيم؛ أي: من صفة هؤلاء أنهم يصغون إليه؛ ويضعون سمعهم يلقونه إليه؛ وأكثرهم كاذبون؛ أي: من صفات الكثرة الكاثرة منهم الكذب؛ فهم يستملون الشياطين ويروجونه بين الناس مبالغين في كذبهم.
وإن من هؤلاء الشعراء الذين يقولون الكذب ويفترونه؛ ويتخيلونه؛ وليسوا كلهم؛ بدليل هذا الاستثناء الذي سيجيء؛ ومن الشعراء الذين استثنوا في الجاهلية زهير بن أبي سلمى؛ وفي الإسلام الذي كان يدعوه النبي للرد على المشركين؛ ووصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن روح القدس يؤيده.
حسان بن ثابت