[ ص: 5396 ] لوط وقومه قصة
قال (تعالى): كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين قال إني لعملكم من القالين رب نجني وأهلي مما يعملون فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
الآيات الخمس في قوله (تعالى): كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ؛ قد ذكرنا أن هذه الآيات الخمس الحكيمة تنبئ - أولا - عن أن يدل على ذلك: الضالين يسارعون إلى التكذيب؛ وينكرون رسالة الله إلى أهل الأرض؛ كذبت قوم لوط المرسلين ؛ وكذلك قوم نوح؛ وعاد؛ وثمود؛ وقوم لوط. [ ص: 5397 ] وتدل - ثانيا - على أن ولذلك عبر عنه بأنه أخوهم؛ وقبل ذلك في الرسول يكون من بينهم؛ نوح وهود وصالح؛ ويقال في لوط أيضا؛ وتدل - ثالثا - على أمانة من أرسل إليهم؛ وأنهم عرفوا بين أقوامهم بذلك؛ وتدل - رابعا - على أنهم لا يطلبون أجرا من جاه؛ أو من مال؛ إنما يطلبون الأجر من عند الله وحده.