ولم يمنع الندم العذاب عنهم؛ فأخذهم العذاب ؛ أي أن العذاب سيطر عليهم؛ كأنه أخذهم إليه أخذا؛ وقال الحافظ ابن كثير في هذا العذاب: هو أن أرضهم زلزلت زلزالا شديدا؛ وجاءتهم صيحة عظيمة؛ اقتلعت القلوب من محالها؛ وأتاهم من الأمر ما لم يكونوا يحتسبون؛ وأصبحوا في ديارهم جاثمين.
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ؛ الإشارة إلى الناقة؛ وهي معجزة؛ وعقرها؛ ونزول العذاب بعده؛ وهذه كلها آيات بينات على نبوة صالح؛ وعلى قدرة الله الباهرة؛ وعلى فرض الضلالة الظاهرة.
ومع هذه الآيات " ما كان أكثرهم مؤمنين " ؛ بل كان المؤمنون هم القلة الظاهرة؛ لأن إبليس يجري في نفوس أتباعه مجرى الدم؛ والله بكل شيء عليم؛