ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد الإشارة في "ذلك "؛ للعذاب؛ والباء للسببية؛ أي: بسبب ما قدمت يداك؛ والمراد: بما قدمت أنت؛ وعبر عن الذات باليد؛ من قبل التعبير عن الكل باسم الجزء؛ وهو من المجاز المرسل؛ إذا كان لذلك مزيد اختصاص فيما يساق له القول؛ كما يعبر عن الجاسوس بـ "العين "؛ وهنا كذلك عبر عن الذات باليد؛ التي يكون بها الاعتداء بالبطش؛ وسفك الدماء؛ أو الاغتصاب؛ والإيذاء.
و ذلك بما قدمت يداك فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب؛ أي: يقال له: ذلك الذي نزل بك متكافئ مع ما قدمت يداك؛ فما كان الله ظالما؛ ولكن أنت الظالم؛ ولذا قال (تعالى): وأن الله ليس بظلام للعبيد و "أن "؛ معطوف على بما [ ص: 4951 ] قدمت يداك أي: بسبب ما قدمت يداك؛ وبسبب أن الله ليس بظلام للعبيد؛ و "بظلام "؛ صيغة المبالغة من "الظلم "؛ للإشارة إلى أن وأنه لو عاقب من غير ذنب - معاذ الله - لكان ظلاما؛ وهو ليس بظلام؛ إذ يؤاخذ كل نفس بما كسبت؛ وأنه قد يعفو عن ظالم لخير فعله; لأن الحسنات يذهبن السيئات; ولأنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا؛ ولكن لا يمكن أن يكون ظالما. الله (تعالى) لا يعاقب إلا بذنب؛