ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى التعبير بـ "ثم "؛ العاطفة؛ للترتيب والتراخي؛ للإشارة إلى البعد بين المرتبتين؛ مرتبة العصيان والغواية ومرتبة الاجتباء والهداية؛ والاجتباء: الاختيار والاصطفاء؛ وقد اجتباه ابتداء بأن جعله أول خلقه؛ واجتباه ثانيا بأن اختاره للاختبار؛ وتاب عليه من هذه المعصية التي عصاها؛ فرجع الله (تعالى) إليه بالمغفرة; إذ تاب هو بالشعور بالخطإ؛ وعاد الله (تعالى) عليه بالمغفرة؛ ثم بالهداية بعد ذلك؛ وهذا المعنى يشير إلى أن الخطأ في طبيعة الإنسان؛ والله (تعالى) غفور رحيم. والتوبة خلق المهديين؛