فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا كأنهما استمرا في سيرهما حتى جاوزا مجمع البحرين؛ سارا برا; حتى وصلا إليه؛ ثم اجتازاه بعبوره في قارب؛ حتى وصلا إلى البر الثاني؛ دارسا؛ متعرفا؛ مرتادا؛ عندئذ أحس بالنصب؛ والنصب جعلهما يحسان بالجوع؛ و "النصب "؛ هو التعب من الجهد المبذول؛ وأضاف اللقاء إليهما؛ ولم يقل: "نزل بهما التعب "; لأنه نصب مختار لهما؛ ولطلبهما.
والفتى هنا هو الخادم؛ أو التابع؛ والتعبير القرآني عن التابع؛ أو الخادم بـ "فتى "؛ ولقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال ذلك "لا تقل عبدي وأمتي؛ بل قل فتاي وفتاتي "؛ موسى لفتاه؛ ويظهر أنه قد علم غياب الحوت قبل أن يعلم موسى؛ ولذا هو الذي أخبر بغيابه؛ ولعله باشر حاله وهو يتخذ سبيله في البحر سربا؛ ولذلك كان يعلم من بعد مكان غيابه؛ وهو مكان بجوار صخرة؛ فقال: