ولقد كان نبي الله شفيقا بأولاده جميعا، ويخص يوسف وأخاه بحبه لصغرهما، إبان رمي يوسف في غيابة الجب، ولذا قال لهم: يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة
لقد كانوا في فخامة وكثرة، وقد أكسبتهم مقابلتهم الأولى مكانة، وقد خشي أن تصيبهم عين، أو يتدافع الجند عليهم، أو نحو ذلك، ثم قال: وما أغني عنكم من الله من شيء أي: ما أدفع عنكم من الله من أي شيء، فـ (من) هنا لاستغراق النفي، أي: أن احتياطه هذا لا يمنع قدر الله تعالى إن كان قدر لكم شيئا إن الحكم إلا لله (إن) هنا نافية، أي: ليس الحكم النافذ إلا لله تعالى، عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون أي: عليه وحده توكلت، فلا أتوكل على سواه وعليه وحده فليتوكل المتوكلون، فهو السند، وهو العماد وحده.