الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
أفتونا مأجورين . فأجاب : الحمد لله رب العالمين قد أحاط ربنا سبحانه وتعالى بكل شيء علما وقدرة وحكما ; ووسع كل شيء رحمة وعلما فما من ذرة في السموات والأرض ولا معنى من المعاني إلا وهو شاهد لله تعالى بتمام العلم والرحمة وكمال القدرة والحكمة وما خلق الخلق باطلا ولا فعل شيئا عبثا بل هو الحكيم في أفعاله وأقواله - سبحانه وتعالى - ثم من حكمته ما أطلع بعض خلقه عليه ومنه ما استأثر سبحانه بعلمه .
. فمن أراد الله سعادته ألهمه أن يقول كما قال آدم - عليه السلام أو نحوه - [ ص: 200 ] ومن أراد شقاوته اعتل بعلة إبليس أو نحوها . فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار .
ومثله مثل رجل طار إلى داره شرارة نار ; فقال له العقلاء : أطفئها لئلا تحرق المنزل فأخذ يقول : من أين كانت ؟ هذه ريح ألقتها وأنا لا ذنب لي في هذه النار فما زال يتعلل بهذه العلل حتى استعرت وانتشرت وأحرقت الدار وما فيها . هذه حال من شرع يحيل الذنوب على المقادير ولا يردها بالاستغفار والمعاذير .
بل حاله أسوأ من ذلك بالذنب الذي فعله بخلاف الشرارة فإنه لا فعل له فيها . والله سبحانه يوفقنا وإياكم وسائر إخواننا لما يحبه ويرضاه فإنها لا تنال طاعته إلا بمعونته ولا تترك معصيته إلا بعصمته . والله أعلم .