ثم كثر وكان أكثر الخوض فيه الخوض في " القدر " بالبصرة والشام [ ص: 37 ] وبعضه في المدينة فصار مقتصدوهم وجمهورهم يقرون بالقدر السابق وبالكتاب المتقدم وصار " فصاروا في ذلك حزبين : " النفاة " يقولون : لا إرادة إلا بمعنى المشيئة وهو لم يرد إلا ما أمر به ولم يخلق شيئا من أفعال العباد . وقابلهم الخائضون في القدر من " نزاع الناس في " الإرادة " و " خلق أفعال العباد المجبرة " مثل الجهم بن صفوان وأمثاله فقالوا : ليست الإرادة إلا بمعنى المشيئة والأمر والنهي لا يستلزم إرادة وقالوا : العبد لا فعل له ألبتة ولا قدرة بل الله هو الفاعل القادر فقط وكان جهم مع ذلك ينفي الأسماء والصفات يذكر عنه أنه قال لا يسمى الله شيئا ولا غير ذلك من الأسماء التي تسمى بها العباد إلا القادر فقط ; لأن العبد ليس بقادر .