[ ص: 2296 ] القول في تأويل قوله تعالى:

[37] nindex.php?page=treesubj&link=28723_32410_33679_34202_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37وقالوا لولا نـزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينـزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37وقالوا يعني: مشركي مكة، بيان لنوع آخر من تعنتهم؛ إذ لم يقتنعوا بما شاهدوا من البينات التي تخر لها صم الجبال nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37لولا نـزل عليه آية من ربه أي: خارق، على مقتضى ما كانوا يريدون ومما يتعنتون. كقولهم: nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا الآيات.

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37قل إن الله قادر على أن ينـزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون أي: إن اقتراحهم جهل؛ لما أن في تنزيلها قلعا لأساس التكليف، المبني على قاعدة الاختيار. أو استئصالا لهم بالكلية، فإن من لوازم جحد الآية الملجئة، الهلاك، جريا على سنته تعالى في الأمم السالفة. وتخصيص عدم العلم بأكثرهم، لما أن بعضهم واقفون على حقيقة الحال، وإنما يفعلون ما يفعلون مكابرة وعنادا.

[ ص: 2296 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:

[37] nindex.php?page=treesubj&link=28723_32410_33679_34202_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37وَقَالُوا لَوْلا نُـزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَـزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37وَقَالُوا يَعْنِي: مُشْرِكِي مَكَّةَ، بَيَانٌ لِنَوْعٍ آخَرَ مِنْ تَعَنُّتِهِمْ؛ إِذْ لَمْ يَقْتَنِعُوا بِمَا شَاهَدُوا مِنَ الْبَيِّنَاتِ الَّتِي تَخِرُّ لَهَا صُمُّ الْجِبَالِ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37لَوْلا نُـزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ أَيْ: خَارِقٌ، عَلَى مُقْتَضَى مَا كَانُوا يُرِيدُونَ وَمِمَّا يَتَعَنَّتُونَ. كَقَوْلِهِمْ: nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا الْآيَاتِ.

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَـزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَيْ: إِنَّ اقْتِرَاحَهُمْ جَهْلٌ؛ لِمَا أَنَّ فِي تَنْزِيلِهَا قَلْعًا لِأَسَاسِ التَّكْلِيفِ، الْمَبْنِيِّ عَلَى قَاعِدَةِ الِاخْتِيَارِ. أَوِ اسْتِئْصَالًا لَهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ، فَإِنَّ مِنْ لَوَازِمِ جَحْدِ الْآيَةِ الْمُلْجِئَةِ، الْهَلَاكَ، جَرْيًا عَلَى سُنَّتِهِ تَعَالَى فِي الْأُمَمِ السَّالِفَةِ. وَتَخْصِيصُ عَدَمِ الْعِلْمِ بِأَكْثَرِهِمْ، لِمَا أَنَّ بَعْضَهُمْ وَاقِفُونَ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَالِ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ مَا يَفْعَلُونَ مُكَابِرَةً وَعِنَادًا.