[19 - 20] فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم
فطاف عليها طائف من ربك أي: فطرق جنة هؤلاء القوم، طارق من أمر الله لتدميرها.
[ ص: 5898 ] قال : ولا يكون الطائف في كلام ابن جرير العرب إلا ليلا، ولا يكون نهارا. وقد يقولون: أطفت بها نهارا. وذكر أن أبا الجراح أنشده: الفراء
أطفت بها نهارا غير ليل وألهى ربها طلب الرخال
و (الرخال): أولاد الضأن للإناث.
فقوله: وهم نائمون أي: مستغرقون في سباتهم، غافلون عما يمكر بهم. تأكيد على الأول، وتأسيس على الثاني.
فأصبحت كالصريم أي: كالبستان الذي صرم ثمره بحيث لم يبق فيه شيء، أو كالليل الأسود لاحتراقها. وأنشد في ذلك ابن جرير لأبي عمرو بن العلاء:
ألا بكرت وعاذلتي تلوم تهجدني وما انكشف الصريم
[ ص: 5899 ] وقال أيضا:
تطاول ليلك الجون البهيم فما ينجاب عن صبح صريم