القول في تأويل قوله تعالى:
[6 - 8] فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر
فتول عنهم أي: اصفح عن أذاهم، وانتظر ما يأتيهم من الوعيد الشديد، كما قال: يوم يدع الداع أي: داعي الله إلى موقف القيامة، وهو ملك. أو الدعاء تمثيل للإعادة كالأمر في قوله " كن فيكون " تمثيل للإبداء، والداعي هو الله تعالى: إلى شيء نكر أي: فظيع تنكره النفوس، وهو موقف الحساب والجزاء والبلاء.
خشعا أبصارهم أي: من الذل والصغار يخرجون من الأجداث أي: قبورهم كأنهم جراد منتشر أي: في الكثرة والتموج والانتشار. الجراد مثل في الكثرة.
مهطعين إلى الداع أي: مسرعين مادي أعناقهم إليه، يقول الكافرون هذا يوم عسر أي: لشدة أهواله و يوم يدع ظرف لـ " يقول " ، وقيل: بمضمر، وقيل: بـ " يخرجون " والأول أظهر.