[ ص: 4574 ] القول في تأويل قوله تعالى :
[26 - 29] الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا .
الملك يومئذ الحق للرحمن أي : فلا يدعيه ثم غيره . ويكون له سبحانه السلطة القاهرة الشاملة : وكان يوما على الكافرين عسيرا ويوم يعض الظالم على يديه أي : تشتد حسراته وتتصاعد زفراته : يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا يعني من أضله عن الذكر ، وصده عن سبيل الله : لقد أضلني عن الذكر أي : القرآن ، أو موعظة الرسول : إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا أي : مبالغا في إضلاله ، يعده ويمنيه في الدنيا ، ما يحسره عليه في العقبى .