ثم بين تعالى أن إبراهيم أقلع عن ذلك ورجع عنه، فقال تعالى: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين إلى قوله: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم وقوله:
القول في تأويل قوله تعالى:
[48] وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا .
وأعتزلكم أي: أتباعد عنك وعن قومك بالهجرة: وما تدعون من دون الله أي: من أصنامكم.
قال : المراد بالدعاء العبادة، لأنه منها ومن وسائطها. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: الزمخشري . ويدل عليه قوله تعالى: « الدعاء هو العبادة » فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله [ ص: 4149 ] وأدعو ربي أي: أعبده وحده: عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا أي: خائبا ضائع السعي. وفيه تعريض بشقاوتهم بدعاء آلهتهم، مع التواضع لله بكلمة: عسى ، وما فيه من هضم النفس ومراعاة حسن الأدب، والتنبيه على أن . الإجابة والإثابة بطريق التفضل منه تعالى