القول في تأويل قوله تعالى :
[ 37 ] ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون .
ليميز الله الخبيث من الطيب أي : الكافر من المؤمن ، أو الفساد من الصلاح . واللام متعلقة بـ : يحشرون أو : يغلبون أو ما أنفقه المشركون في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مما أنفقه المسلمون في نصرته ، واللام متعلقة بقوله : ثم تكون عليهم حسرة ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم
أي : فيجمعه ويضم بعضه إلى بعض ، حتى يتراكبوا لفرط ازدحامهم ، أو يضم إلى الكافر ما أنفقه ، [ ص: 2995 ] ليزيد به عذابه كمال الكانزين .
أولئك إشارة إلى الخبيث ، لأنه مقدر بالفريق الخبيث ، أو إلى المنفقين : هم الخاسرون لخسرانهم أنفسهم وأموالهم .