القول في تأويل قوله تعالى :
[119 ] إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم
إنا أرسلناك بالحق بشيرا بالثواب للمؤمنين "ونذيرا" بالعقاب للكافرين "ولا تسأل عن أصحاب الجحيم" ولا نسألك عنهم : ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت وبلغت جهدك في دعوتهم ؟ كقوله : فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب وفي التعبير عنهم بصاحبية الجحيم ، دون الكفر والتكذيب ونحوهما ، وعيد شديد لهم ، وإيذان بأنهم مطبوع على قلوبهم ، لا يرجى منهم الإيمان .
والجحيم ، من أسماء النار وتطلق على النار الشديدة التأجج ، وعلى كل نار بعضها فوق بعض ، وعلى كل نار عظيمة في مهواة ، وعلى المكان الشديد الحر .