ويقول: الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين
قوله تعالى: ويقول الذين آمنوا قرأ بنصب اللام على معنى: وعسى أن يقول . ورفعه الباقون ، فجعلوا الكلام مستأنفا . وقرأ أبو عمرو ، [ ص: 380 ] ابن كثير ، ونافع ، يقول: بغير واو ، مع رفع اللام ، وكذلك في مصاحف أهل وابن عامر مكة والمدينة . قال المفسرون: لما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير ، اشتد ذلك على المنافقين ، وجعلوا يتأسفون على فراقهم ، وجعل المنافق يقول لقريبه المؤمن إذا رآه جادا في معاداة اليهود: أهذا جزاؤهم منك ، طال والله ما أشبعوا بطنك؟ فلما قتلت قريظة ، لم يطق أحد من المنافقين ستر ما في نفسه ، فجعلوا يقولون: أربعمئة حصدوا في ليلة ، فلما رأى المؤمنون ما قد ظهر من المنافقين ، قالوا: (أهؤلاء) يعنون المنافقين (الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم) قال : أغلظوا في الأيمان . وقال ابن عباس جهد أيمانهم: القسم بالله . وقال مقاتل: : اجتهدوا في المبالغة في اليمين الزجاج (إنهم لمعكم) على عدوكم (حبطت أعمالهم) بنفاقهم .