ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون [ ص: 125 ] به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما
قوله تعالى: ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم سبب نزولها: أن رجلا من اليهود قال: والله لقد كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم ، فقتلناها . فقال والله لو كتب الله علينا ذلك لفعلنا ، فنزلت هذه الآية . هذا قول ثابت بن قيس بن الشماس: قال السدي . : "لو" يمتنع به الشيء لامتناع غيره ، تقول: لو جاءني زيد لجئته . والمعنى: أن مجيئك امتنع لامتناع مجيئه ، و"كتبنا" بمعنى: فرضنا . والمعنى: لو أنا فرضنا على المؤمنين بك أن اقتلوا أنفسكم . قرأ الزجاج أن اقتلوا أنفسكم ، بكسر النون ، أو اخرجوا بضم الواو . وقرأ أبو عمرو: ابن عامر ، وابن كثير ، ونافع ، أن اقتلوا أو اخرجوا بضم النون والواو . وقرأ والكسائي: عاصم ، بكسرهما ، والمعنى: لو فرضنا عليهم كما فرضنا على قوم وحمزة موسى ، لم يفعله إلا قليل منهم ، هذه قراءة الجمهور . وقرأ إلا قليلا بالنصب . (ولو أنهم) يعني: المنافقين الذين يزعمون أنهم آمنوا ، وهم يتحاكمون إلى الطاغوت ، ويصدون عنك ابن عامر: (فعلوا ما يوعظون) به أي: ما يذكرون به من طاعة الله ، والوقوف مع أمره ، (لكان خيرا لهم) وأثبت لأمورهم ، وقال السدي: (وأشد تثبيتا) أي: تصديقا .