إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا
قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها في سبب نزولها ثلاثة أقوال . .
[ ص: 114 ] أحدها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة ، طلب مفتاح البيت من عثمان بن أبي طلحة ، فذهب ليعطيه إياه ، فقال: بأبي أنت وأمي اجمعه لي مع السقاية ، فكف العباس: يده مخافة أن يعطيه عثمان فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "هات المفتاح" فأعاد للعباس ، قوله ، وكف العباس فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "أرني المفتاح إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر" فقال: هاكه يا رسول الله بأمانة الله ، فأخذ المفتاح ، ففتح البيت ، فنزل عثمان ، جبريل بهذه الآية ، فدعا فدفعه إليه . عثمان ، رواه عن أبو صالح ، وبه قال ابن عباس ، مجاهد ، والزهري ، وابن جريج ، ومقاتل .
والثاني: أنها نزلت في الأمراء . رواه ابن أبي طلحة ، عن وبه قال ابن عباس ، وابنه ، زيد بن أسلم ، واختاره ومكحول ، وقال: أمر الأمراء أن يؤدوا الأمانة في أموال المسلمين . أبو سليمان الدمشقي ،
والثالث: أنها نزلت عامة ، وهو مروي عن أبي بن كعب ، وابن عباس ، والحسن ، واختاره وقتادة ، واعلم أن نزولها على سبب لا يمنع عموم حكمها ، فإنها عامة في الودائع وغيرها من الأمانات . وقال القاضي أبو يعلى . الأمانة في الوضوء ، وفي الصلاة ، وفي الصوم ، وفي الحديث ، وأشد ذلك في الودائع . ابن مسعود:
[ ص: 115 ] قوله تعالى: نعما يعظكم به يقول: نعم الشيء يعظكم به ، وقد ذكرناه في (البقرة) .