[ ص: 106 ] ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا
قوله تعالى: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب في سبب نزولها: أربعة أقوال .
أحدها: أن جماعة من اليهود قدموا على قريش ، فسألوهم: أديننا خير ، أم دين محمد؟ فقال: اليهود: بل دينكم ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس .
والثاني: أن كعب بن الأشرف ، وحيي بن أخطب ، قدما مكة ، فقالت لهما قريش: أنحن خير ، أم محمد؟ فقالا: أنتم ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول في رواية . وقال عكرمة نزلت في قتادة: كعب ، وحيي ، ورجلين آخرين من بني النضير قالوا: لقريش: أنتم أهدى من محمد .
[ ص: 107 ] والثالث: أن كعب بن الأشرف وهو الذي قال لكفار قريش: أنتم أهدى من محمد ، فنزلت هذه الآية . وهذا قول مجاهد ، والسدي ، في رواية . وعكرمة
والرابع: أن حيي بن أخطب قال للمشركين: نحن وإياكم خير من محمد ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن زيد . والمراد بالمذكورين في هذه الآية اليهود .
وفي "الجبت" سبعة أقوال .
أحدها: أنه السحر ، قاله عمر بن الخطاب ، ومجاهد ، والثاني: الأصنام ، رواه والشعبي ، عطية ، عن وقال ابن عباس . الجبت: صنم . والثالث: عكرمة: حيي بن أخطب ، رواه ابن أبي طلحة ، عن وبه قال ابن عباس ، الضحاك ، والرابع: والفراء . كعب بن الأشرف ، رواه عن الضحاك ، ابن عباس ، وليث عن والخامس: الكاهن ، روي عن مجاهد . وبه قال ابن عباس ، ابن سيرين ، والسادس: الشيطان ، قاله ومكحول . في رواية ، سعيد بن جبير وقتادة ، والسابع: الساحر ، قاله والسدي . أبو العالية ، وروى وابن زيد . أبو بشر ، عن قال: الجبت: الساحر بلسان سعيد بن جبير ، الحبشة .
وفي المراد بالطاغوت ها هنا ستة أقوال .
أحدها: الشيطان ، قاله عمر بن الخطاب ، في رواية ، ومجاهد والشعبي ، والثاني: أنه اسم للذين يكونون بين يدي الأصنام يعبرون عنها ليضلوا الناس ، رواه وابن زيد . عن العوفي والثالث: ابن عباس . كعب بن الأشرف ، رواه ابن أبي طلحة ، عن وبه قال ابن عباس ، الضحاك ، والرابع: الكاهن ، وبه قال والفراء . سعيد بن جبير ، وأبو العالية ، وقتادة ، . والخامس: أنه الصنم ، [ ص: 108 ] قاله والسدي وقال الجبت والطاغوت صنمان . والسادس: الساحر ، روي عن عكرمة . ابن عباس ، وابن سيرين ، فهذه الأقوال . تدل على أنهما اسمان لمسميين . ومكحول ،
وقال اللغويون منهم ابن قتيبة ، كل معبود من دون الله ، من حجر ، أو صورة ، أو شيطان ، فهو جبت وطاغوت . والزجاج:
قوله تعالى: ويقولون للذين كفروا يعني: لمشركي قريش: أنتم "أهدى" من الذين آمنوا ، يعنون النبي وأصحابه "طريقا" في الديانة والاعتقاد .