قوله تعالى: الأخلاء أي: في الدنيا يومئذ أي: في القيامة بعضهم لبعض عدو لأن الخلة إذا كانت في الكفر والمعصية صارت عداوة يوم القيامة; وقال نزلت في مقاتل: أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط إلا المتقين يعني الموحدين . فإذا وقع الخوف يوم القيامة نادى مناد يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ، فيرفع الخلائق رؤوسهم، فيقول: الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ، فينكس الكفار رؤوسهم .
[ ص: 328 ] قرأ نافع، ، وأبو عمرو وابن عامر، عن وأبو بكر "يا عبادي" بإثبات الياء في الحالين وإسكانها، وحذفها في الحالين عاصم: ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وحفص، والمفضل عن عاصم، وخلف .
وفي أزواجهم قولان . أحدهما: زوجاتهم . والثاني: قرناؤهم .
وقد سبق معنى تحبرون [الروم: 15] .
قوله تعالى: يطاف عليهم بصحاف قال : واحدها صحفة، وهي القصعة . والأكواب، واحدها: كوب، وهو إناء مستدير لا عروة له; قال الزجاج الكوب: [الكوز] المستدير الرأس الذي لا أذن له، وقال الفراء: عدي:
متكئا تصفق أبوابه يسعى عليه العبد بالكوب
وقال : الأكواب: الأباريق التي لا عرى لها . وقال شيخنا ابن قتيبة أبو منصور اللغوي: وإنما كانت بغير عرى ليشرب الشارب من أين شاء، لأن العروة ترد الشارب من بعض الجهات .
قوله تعالى: (30 وفيها ما تشتهي الأنفس ) وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص عن "تشتهيه" بزيادة هاء . وحذف الهاء كإثباتها في المعنى . عاصم:
قوله تعالى: وتلذ الأعين يقال: لذذت الشيء، واستلذذته، والمعنى: ما من شيء اشتهته نفس أو استلذته عين إلا وهو في الجنة، وقد جمع الله تعالى جميع نعيم الجنة في هذين الوصفين، فإنه ما من نعمة إلا وهي نصيب النفس أو العين، وتمام النعيم الخلود، لأنه لو انقطع لم تطب .
[ ص: 329 ] وتلك الجنة يعني التي ذكرها في قوله: "ادخلوا الجنة" التي أورثتموها قد شرحنا هذا في [الأعراف: 43] عند قوله: أورثتموها .