[ ص: 288 ] وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد . ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير . وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير . وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير .
وهو الذي ينزل الغيث يعني المطر وقت الحاجة من بعد ما قنطوا أي: يئسوا، وذلك أدعى لهم إلى شكر منزله وينشر رحمته في الرحمة هاهنا قولان . أحدهما: المطر، قاله والثاني: الشمس بعد المطر، حكاه مقاتل . وقد ذكرنا "الولي" في سورة [النساء: 45] و "الحميد" في [البقرة: 267] . أبو سليمان الدمشقي .
قوله تعالى: وما أصابكم من مصيبة وهو ما يلحق المؤمن من مكروه فبما كسبت أيديكم من المعاصي . وقرأ نافع، "بما كسبت أيديكم" بغير فاء، وكذلك [هي] في مصاحف أهل وابن عامر: المدينة والشام ويعفو عن كثير من السيئات فلا يعاقب بها . وقيل ما بال العقلاء أزالوا اللوم عمن أساء إليهم؟ قال: إنهم علموا أن الله تعالى إنما ابتلاهم بذنوبهم، وقرأ هذه الآية . لأبي سليمان الداراني:
قوله تعالى: وما أنتم بمعجزين في الأرض إن أراد الله عقوبتكم ،وهذا يدخل فيه الكفار والعصاة كلهم .