فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين
قوله تعالى : " فلما دخلوا على يوسف " يعني : يعقوب وولده .
وفي هذا الدخول قولان :
أحدهما : أنه دخول أرض مصر ، ثم قال لهم : " ادخلوا مصر " يعني البلد .
والثاني : أنه دخول مصر ، ثم قال لهم : " ادخلوا مصر " أي : استوطنوها .
وفي قوله : " آوى إليه أبويه " قولان :
أحدهما : أبوه وخالته ، لأن أمه كانت قد ماتت ، قاله والجمهور . ابن عباس
والثاني : أبوه وأمه ، قاله ، الحسن . وابن إسحاق
[ ص: 289 ] وفي قوله : " إن شاء الله آمنين " أربعة أقوال :
أحدها : أن في الكلام تقديما وتأخيرا ، فالمعنى : سوف أستغفر لكم ربي إن شاء الله ، إنه هو الغفور الرحيم ، هذا قول . ابن جريج
والثاني : أن الاستثناء يعود إلى الأمن . ثم فيه قولان : أحدهما : أنه لم يثق بانصراف الحوادث عنهم . والثاني : أن الناس كانوا فيما خلا يخافون ملوك مصر ، فلا يدخلون إلا بجوارهم .
والثالث : أنه يعود إلى دخول مصر ، لأنه قال لهم هذا حين تلقاهم قبل دخولهم ، على ما سبق بيانه .
والرابع : أن " إن " بمعنى : " إذ " كقوله : إن أردن تحصنا [النور: 33] . قال : دخلوا ابن عباس مصر يومئذ وهم نيف وسبعون من ذكر وأنثى . وقال : دخلوا وهم ثلاثة وتسعون ، وخرجوا مع ابن مسعود موسى وهم ستمائة ألف وسبعون ألفا .