[ ص: 82 ] فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل
قوله تعالى : " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " سبب نزولها أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ائت بقرآن غير هذا أو بدله [يونس :15] ، فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يسمعهم عيب آلهتهم رجاء أن يتبعوه فنزلت هذه الآية ، قاله . وفي معنى الآية قولان : أحدهما : فلعلك تارك تبليغ بعض ما يوحى إليك من أمر الآلهة ، وضائق بما كلفته من ذلك صدرك ، خشية أن يقولوا . لولا أنزل عليه كنز . والثاني : فلعلك لعظيم ما يرد على قلبك من تخليطهم تتوهم أنهم يزيلونك عن بعض ما أنت عليه من أمر ربك . فأما الضائق ، فهو بمعنى الضيق . قال مقاتل : ومعنى " أن يقولوا " : كراهية أن يقولوا . وإنما عليك أن تنذرهم بما يوحى إليك ، وليس عليك أن تأتيهم باقتراحهم من الآيات . الزجاج
قوله تعالى : " والله على كل شيء وكيل " فيه قولان : أحدهما : أنه الحافظ . والثاني : الشهيد ، وقد ذكرناه في (آل عمران :173) .