قوله تعالى : " ولئن أذقناه نعماء " قال : صحة وسعة في الرزق . [ ص: 81 ] " ابن عباس بعد ضراء مسته " بعد مرض وفقر . " ليقولن ذهب السيئات عني " يريد الضر والفقر . " إنه لفرح " أي : بطر . " فخور " قال : يفاخر أوليائي بما أوسعت عليه . ابن عباس
فإن قيل : ما وجه عيب الإنسان في قوله : " ذهب السيئات عني " ، وما وجه ذمه على الفرح ، وقد وصف الله الشهداء فقال : " فرحين " ؟
فقد أجاب عنه ، فقال : إنما عابه بقوله : " ابن الأنباري ذهب السيئات عني " لأنه لم يعترف بنعمة الله ، ولم يحمده على ما صرف عنه ، وإنما ذمه بهذا الفرح ، لأنه يرجع إلى معنى المرح والتكبر عن طاعة الله ، قال الشاعر :
ولا ينسيني الحدثان عرضي ولا ألقي من الفرح الإزارا
يعني من المرح . وفرح الشهداء فرح لا كبر فيه ولا خيلاء ، بل هو مقرون بالشكر فهو مستحسن .