وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين
قوله تعالى : " وإن يمسسك الله بضر " أي : بشدة وبلاء " فلا كاشف " لذلك " إلا هو " دون ما يعبده المشركون من الأصنام . وإن يصبك بخير ، أي : برخاء ونعمة وعافية ، فلا يقدر أحد أن يمنعك إياه . " يصيب به " أي : بكل واحد من الضر والخير .
[ ص: 71 ] قوله تعالى : " قد جاءكم الحق من ربكم " فيه قولان :
أحدهما : أنه القرآن . والثاني : محمد صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى : " ومن ضل فإنما يضل عليها " أي : فإنما يكون وبال ضلاله على نفسه
قوله تعالى : " وما أنا عليكم بوكيل " أي : في منعكم من اعتقاد الباطل ، والمعنى : لست بحفيظ عليكم من الهلاك كما يحفظ الوكيل المتاع من الهلاك . قال : وهذه منسوخة بآية القتال ، والتي بعدها أيضا ، وهي قوله : " ابن عباس واصبر حتى يحكم الله " لأن الله تعالى حكم بقتل المشركين ، ، والصحيح : أنه ليس هاهنا نسخ . أما الآية الأولى ، فقد ذكرنا الكلام عليها في نظيرتها في (الأنعام :107) . وأما الثانية ، فقد ذكرنا نظيرتها في سورة (البقرة :109) قوله : والجزية على أهل الكتاب فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره .