سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا
لما ذكر تعالى المخلفين وذمهم، ذكر أن من عقوبتهم الدنيوية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا انطلقوا إلى غنائم لا قتال فيها ليأخذوها، طلبوا منهم الصحبة والمشاركة، ويقولون: ذرونا نتبعكم يريدون بذلك أن يبدلوا كلام الله حيث حكم بعقوبتهم، واختصاص الصحابة المؤمنين بتلك الغنائم، شرعا وقدرا. قل لهم لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل إنكم محرومون منها بما جنيتم على أنفسكم، وبما تركتم القتال أول مرة.
فسيقولون مجيبين لهذا الكلام، الذي منعوا به عن الخروج: بل تحسدوننا على الغنائم، هذا منتهى علمهم في هذا الموضع، ولو فهموا رشدهم، لعلموا أن حرمانهم بسبب عصيانهم، وأن ولهذا قال: المعاصي لها عقوبات دنيوية ودينية، بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا