أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون
يقول تعالى: أم أبرم المكذبون بالحق المعاندون له أمرا أي: كادوا كيدا، ومكروا للحق ولمن جاء بالحق، ليدحضوه، بما موهوا من الباطل المزخرف المزوق، فإنا مبرمون أي: محكمون أمرا، ومدبرون تدبيرا يعلو تدبيرهم، وينقضه ويبطله، وهو ما قيضه الله من الأسباب والأدلة لإحقاق الحق وإبطال الباطل، كما قال تعالى: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه
أم يحسبون بجهلهم وظلمهم أنا لا نسمع سرهم الذي لم يتكلموا به، بل هو سر في قلوبهم ونجواهم أي: كلامهم الخفي الذي يتناجون به، أي: فلذلك أقدموا على المعاصي، وظنوا أنها لا تبعة لها ولا مجازاة على ما خفي منها.
فرد الله عليهم بقوله: بلى أي: إنا نعلم سرهم ونجواهم، ورسلنا الملائكة الكرام، لديهم يكتبون كل ما عملوه، وسيحفظ ذلك عليهم، حتى يردوا القيامة، فيجدوا ما عملوا حاضرا، ولا يظلم ربك أحدا.