يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين
يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة كرر النداء بالإضافة التشريفية اهتماما بشأن الأمر ، ومبالغة في حثهم على الامتثال به ، والأرض : هي أرض بيت المقدس ، سميت بذلك لأنها كانت قرار الأنبياء ومسكن المؤمنين ، وقيل : هي الطور وما حوله ، وقيل : دمشق وفلسطين وبعض الأردن ، وقيل : هي الشأم .
التي كتب الله لكم ; أي : كتب في اللوح المحفوظ أنها تكون مسكنا لكم إن آمنتم وأطعتم ، لقوله تعالى لهم بعدما عصوا : فإنها محرمة عليهم .
وقوله تعالى : ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين فإن ترتيب الخيبة والخسران على الارتداد يدل على اشتراط الكتب بالمجاهدة المترتبة على الإيمان والطاعة قطعا ; أي : لا ترجعوا مدبرين خوفا من الجبابرة . فالجار والمجرور متعلق بمحذوف ، هو حال من فاعل ترتدوا ، ويجوز أن يتعلق بنفس الفعل ، قيل : لما سمعوا أحوالهم من النقباء بكوا وقالوا : يا ليتنا متنا بمصر ، تعالوا نجعل لنا رأسا ينصرف بنا إلى مصر ، أو لا ترتدوا عن دينكم بالعصيان وعدم الوثوق بالله تعالى . وقوله : " فتنقلبوا " إما مجزوم عطفا على ترتدوا ، أو منصوب على جواب النهي . والخسران : خسران الدين والدنيا ، لا سيما دخول ما كتب لهم .