فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما
فأما الذين آمنوا بالله حسبما يوجبه البرهان الذي أتاهم. واعتصموا به أي: عصموا به أنفسهم مما يرديها من زيغ الشيطان وغيره. فسيدخلهم في رحمة منه وفضل قال رضي الله تعالى عنهما هي الجنة وما يتفضل عليهم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وعبر عن إفاضة الفضل بالإدخال على طريقة قوله: [علفتها تبنا وماء باردا] وتنوين "رحمة" و "فضل" تفخيمي و "منه" متعلق بمحذوف وقع صفة مشرفة لـ"رحمة". ابن عباس ويهديهم إليه أي: إلى الله عز وجل، وقيل: إلى الموعود، وقيل: إلى عبادته. صراطا مستقيما هو الإسلام والطاعة في الدنيا وطريق الجنة في الآخرة، وتقديم ذكر الوعد بإدخال الجنة على الوعد بالهداية إليها على خلاف الترتيب في الوجود بين الموعودين للمسارعة إلى التبشير بما هو المقصد الأصلي . قيل انتصاب صراطا على أنه مفعول لفعل محذوف ينبئ عنه "يهديهم" أي: يعرفهم صراطا مستقيما.