أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور
أأمنتم من في السماء أي: الملائكة الموكلين بتدبير هذا العالم، أو الله سبحانه على تأويل: من في السماء أمره وقضاؤه، أو على زعم العرب حيث كانوا يزعمون أنه – تعالى - في السماء، أي: أأمنتم من تزعمون أنه في السماء، وهو متعال عن المكان أن يخسف بكم الأرض بعدما جعلها لكم ذلولا تمشون في مناكبها، وتأكلون من رزقه؛ لكفرانكم تلك النعمة، أي: يقلبها ملتبسة بكم فيغيبكم فيها، كما فعل بـ"قارون"، وهو بدل اشتمال من "من"، وقيل: هو على حذف الجار، أي: من أن يخسف فإذا هي تمور أي: تضطرب ذهابا ومجيئا على خلاف ما كانت عليه من الذل والاطمئنان.