فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان
فبأي آلاء ربكما التي من جملتها التنبيه على ما سيلقونه يوم القيامة للتحذير عما يؤدي إلى سوء الحساب. تكذبان بأقوالكما وأعمالكما.
يا معشر الجن والإنس هما الثقلان خوطبا باسم جنسهما لزيادة التقرير، ولأن الجن مشهورون بالقدرة على الأفاعيل الشاقة فخوطبوا بما ينبئ عن ذلك لبيان أن قدرتهم لا تفي بما كلفوه. إن استطعتم إن قدرتم على أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض أي: أن تهربوا من قضائي وتخرجوا من ملكوتي ومن أقطار سمواتي وأرضي فانفذوا منها وخلصوا أنفسكم من عقابي. لا تنفذون لا تقدرون على النفوذ. إلا بسلطان أي: بقوة وقهر وأنتم من ذلك بمعزل بعيد، روي أن الملائكة تنزل فتحيط بالخلائق فإذا رآهم الجن والإنس هربوا فلا يأتون وجها [ ص: 182 ] إلا وجدوا الملائكة أحاطت به.