الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه هم الموصوفون بالاجتناب والإنابة بأعيانهم . لكن وضع موضع ضميرهم الظاهر تشريفا لهم بالإضافة، ودلالة على أن مدار اتصافهم بالوصفين الجليلين كونهم نقادا في الدين يميزون الحق من الباطل، ويؤثرون الأفضل فالأفضل . أولئك إشارة إليهم باعتبار اتصافهم بما ذكر من النعوت الجليلة، وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الفضل . ومحله الرفع على الابتداء خبره ما بعده من الموصول، أي : أولئك المنعوتون بالمحاسن الجميلة . الذين هداهم الله للحق وأولئك هم أولو الألباب أي : هم أصحاب العقول السليمة عن معارضة الوهم، ومنازعة الهوى المستحقون للهداية لا غيرهم، وفيه دلالة على أن الهداية تحصل بفعل الله تعالى وقبول النفس لها .