إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق
إنا سخرنا الجبال معه استئناف مسوق لتعليل قوته في الدين، وأوابيته إلى مرضاته تعالى . و "مع" متعلقة بالتسخير، وإيثارها على اللام، لما أشير إليه في سورة الأنبياء من أن تسخير الجبال له عليه الصلاة والسلام لم يكن بطريق تفويض التصرف الكلي فيها إليه عليه الصلاة والسلام كتسخير الريح وغيرها لسليمان عليه السلام، بل بطريق التبعية له عليه الصلاة والسلام، والاقتداء به في عبادة الله تعالى، وقيل : متعلقة بما بعدها، وهو أقرب بالنسبة إلى ما في سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . يسبحن أي : يقدسن الله عز وجل بصوت يتمثل له، أو بخلق الله تعالى فيها الكلام، أو بلسان الحال . وقيل : يسرن معه من السباحة، وهو حال من الجبال وضع موضع مسبحات للدلالة على تجدد التسبيح حالا بعد حال، واستئناف مبين لكيفية التسخير . بالعشي والإشراق أي : ووقت الإشراق، وهو حين تشرق . أي : تضيء، ويصفو شعاعها، وهو وقت الضحى، وأما شروقها فطلوعها . يقال : شرقت الشمس ولما تشرق . وعن رضي الله عنها أم هانئ . وعن أنه عليه الصلاة والسلام صلى صلاة الضحى، وقال : "هذه صلاة الإشراق" رضي الله عنهما ما عرفت صلاة الضحى إلا بهذه الآية . ابن عباس