وما منا إلا له مقام معلوم
وما منا إلا له مقام معلوم تبيين لجلية أمرهم، وتعيين لحيزهم في موقف العبودية - بعدما ذكر من تكذيب الكفرة فيما قالوا، وتنزيه الله تعالى عن ذلك، [ ص: 210 ] وتبرئة المخلصين عنه - وإظهار لقصور شأنهم وقمائتهم.
أي: وما منا إلا له مقام معلوم في العبادة والانتهاء إلى أمر الله تعالى، مقصور عليه لا يتجاوزه، ولا يستطيع أن يزول عنه؛ خضوعا لعظمته، وخشوعا لهيبته، وتواضعا لجلاله، كما روي، فمنهم راكع لا يقيم صلبه، وساجد لا يرفع رأسه.
قال - رضي الله عنهما -: ما في السماوات موضع شبر إلا وعليه ملك يصلي أو يسبح. ابن عباس
وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "أطت السماء، وحق لها أن تئط، والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك واضع جبهته ساجد لله تعالى".
وقال إلا له مقام معلوم في القربة والمشاهدة. السدي: