ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون
ومن نعمره أي: نطل عمره ننكسه في الخلق أي: نقلبه فيه ونخلقه على عكس ما خلقناه أولا، فلا يزال يتزايد ضعفه، وتتناقص قوته، وتنتقص بنيته، ويتغير شكله وصورته، حتى يعود إلى حالة شبيهة بحال الصبي في ضعف الجسد، وقلة العقل، والخلو عن الفهم والإدراك، وقرئ: (ننكسه) من الثلاثي المجرد، و(ننكسه) من الإنكاس.
أفلا يعقلون أي: أيرون ذلك فلا يعقلون أن من قدر على ذلك يقدر على ما ذكر من الطمس والمسخ، وأن عدم إيقاعهما لعدم تعلق مشيئته تعالى بهما (تعقلون) بالتاء لجري الخطاب قبله.