ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور
ومن يسلم وجهه إلى الله بأن فوض إليه مجامع أموره، وأقبل عليه بكليته، وحيث عدي باللام قصد معنى الاختصاص، وقرئ بالتشديد. وهو محسن أي: في أعماله آت بها جامعة بين الحسن الذاتي والوصفي. وقد مر في آخر سورة النحل. فقد استمسك بالعروة الوثقى أي: تعلق بأوثق ما يتعلق به من الأسباب، وهو تمثيل لحال المتوكل المشتغل بالطاعة بحال من أراد أن يترقى إلى شاهق جبل فتمسك بأوثق عرى الحبل المتدلي منه. وإلى الله لا إلى أحد غيره عاقبة الأمور فيجازيه أحسن الجزاء.