والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون
والذين يؤتون ما آتوا أي : يعطون ما أعطوه من الصدقات . وقرئ : "يأتون ما أتوا" أي : يفعلون ما فعلوه من الطاعات . وأيا ما كان فصيغة الماضي في الصلة الثانية للدلالة على التحقق ، كما أن صيغة المضارع في الأولى للدلالة عن الاستمرار .
وقلوبهم وجلة حال من فاعل "يؤتون" أو "يأتون" أي : يؤتون ما آتوه ، أو يفعلون من العبادات ما فعلوه ، والحال : أن قلوبهم خائفة أشد الخوف .
أنهم إلى ربهم راجعون أي : من أن رجوعهم إليه عز وجل على أن مناط الوجل أن لا يقبل منهم ذلك وأن لا يقع على الوجه اللائق فيؤاخذوا به حينئذ لا مجرد رجوعهم إليه تعالى . وقيل : لأن مرجعهم إليه تعالى ، والموصولات الأربعة عبارة عن طائفة واحدة متصفة بما ذكر في حيز صلاتها من الأوصاف الأربعة لا عن طوائف كل واحدة منها متصفة بواحد من الأوصاف المذكورة ، كأنه قيل : إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون وبآيات ربهم يؤمنون .. إلخ ، وإنما كرر الموصول إيذانا باستقلال كل واحدة من تلك الصفات بفضيلة باهرة على حيالها ، وتنزيلا لاستقلالها منزلة استقلال الموصوف بها .